查看原文
其他

لا أمن في العالم بدون الأمن في الشرق الأوسط

中东瞭望 2023-02-25
         
 



في يوم 21 من شهر فبراير، نشرت الصين رسميا الوثيقة المفاهيمية بشأن مبادرة الأمن العالمي، حيث تفسر المفاهيم الجوهرية لمبادرة الأمن العالمي على نحو أعمق وتطرح "التمسكات الستة"، أي التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والتمسك باحترام سيادة كافة الدول وسلامة أراضيها، والتمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بمراعاة الهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول، والتمسك بحل الخلافات والنزاعات بين الدول بطريقة سلمية عبر الحوار والتفاوض، والتمسك بتوفيق الجهود لصيانة الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية، يجسد ذلك عزيمة الصين الحاسمة على بناء عالم آمن. كما تتجسد المفاهيم المذكور أعلاه في الجهود الصينية لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط منذ زمن طويل. لا أمن في العالم بدون الأمن في الشرق الأوسط. في ظل وجود عجز الأمن الخطير في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، تشتد تطلعات شعوب المنطقة إلى السلام والأمان، لذلك أصبح الحفاظ على أمن المنطقة أمرا ملحا لا يتحمل أي تأجيل، وحان الوقت لتطبيق مبادرة الأمن العالمي في المنطقة.

         

يتطلب الأمن في الشرق الأوسط صيانة سيادة دول المنطقة وسلامة آراضيها. في بضعة العقود الماضية، تعرضت دول المنطقة، من فلسطين إلى العراق، ومن ليبيا إلى سوريا، للدوس المتكرر على سيادتها وسلامة أراضيها، كما تعاني شعوبها من الظلم منذ زمن طويل، مما زرع بذور الصراع والاضطراب في المنطقة. يدعم الجانب الصيني، باعتباره صديقا مخلصا لدول الشرق الأوسط، جهود الدول العربية بكل ثبات في صيانة سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وخاصة بشأن القضية الفلسطينية بصفتها لب قضية الشرق الأوسط، فيدعم الجانب الصيني دائما الشعب الفلسطيني بكل ثبات لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وتحقيق حلمه لإقامة دولة مستقلة. طرح الرئيس شي جينبينغ الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع لحل القضية الفلسطينية، حيث أكد بكل وضوح على أن الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، كما أن التطلعات لإقامة دولة مستقلة لا تقبل رفضا.

يتطلب الأمن في الشرق الأوسط الالتزام بالمفهوم الصحيح للأمن. قد أثبتت الاضطرابات والصراعات التي طالت منطقة الشرق الأوسط لسنوات عديدة على أن السعي وراء الأمن المطلق لن يؤدي إلا إلى تفاقم المأزق الأمني، ولن يكون الأمن راسخا وحقيقيا ودائما إلا أن يقوم هذا الأمن على أساس الأخلاق والعدالة والمفاهيم الصحيحة. في السنوات الأخيرة، يتمسك الجانب الصيني بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام الذي طرحه الرئيس شي جينبينغ، وبذل جهودا حثيثة للدفع بإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، وطرح سلسلة من الحلول الصينية بما فيها المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمبادرة ذات النقاط الأربع للحل السياسي للمسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل، مما لاقى ترحيبا حارا وتجاوبا إيجابيا من دول الشرق الأوسط.

يتطلب الأمن في الشرق الأوسط الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. إن حالات الفوضى المتعاقبة في منطقة الشرق الأوسط، يرجع سببها إلى عدم الحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم الوفاء بها بشكل فعال، بدلا من أنها عفا عليها الزمن. ثمة دولة كبيرة ما عرقلت بمفردها عدة مرات جهود مجلس الأمن الدولي في التحركات بشأن القضية الفلسطينية انطلاقا من مصلحتها الأنانية، وفرضت العقوبات الأحادية الجانب وغير المشروعة على سوريا والدول الأخرى، الأمر الذي أدى إلى معاناة شعوب المنطقة وتدهور الأوضاع الأمنية فيها. أما الجانب الصيني، فيظل يدعم جهود الأمم المتحدة للوساطة، ويعارض كافة العقوبات الأحادية الجانب التي لم تفوضها الأمم المتحدة و"الاختصاص الطويل الذراع"، مما ساهم بالطاقة الإيجابية في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة.
         

يتطلب الأمن في الشرق الأوسط حل الخلافات سلميا عبر الحوار والتشاور. تتشابك القضايا الساخنة والمستعصية في منطقة الشرق الأوسط، وتكون الخلافات بين مختلف الأطراف حادة ومعقدة. ولكن مهما كان تعقيد القضية، يجب عدم التخلي عن الحوار والتشاور، ومهما كانت حدة النزاع، يجب التمسك بالحلول السياسية. وفي هذا السياق، قام مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط بزيارات مكوكية في المنطقة، لبذل الجهود الحميدة والدؤوبة لإحلال السلام ودفع المفاوضات. قد أقام الجانب الصيني دورتين لمنتدى أمن الشرق الأوسط و4 دورات لندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام، ويرحب الجانب الصيني بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين، ويدعم دول المنطقة لتسوية الخلافات عبر الحوار، ويدفع مختلف الأطراف لبناء الثقة المتبادلة وبناء الأمن المشترك.
         

          
يتطلب الأمن في الشرق الأوسط الالتزام بملكية دول المنطقة. لا يوجد أبدا ما يسمى بـ"فراغ السلطة" في الشرق الأوسط، بل يكون أبناء شعوب الشرق الأوسط أسيادا لمصير المنطقة ومستقبلهم، ويجب أن تملك دول الشرق الأوسط حق القيادة في الشؤون الأمنية للشرق الأوسط. ظلت الصين تدعم جهود دول الشرق الأوسط لحل القضايا الأمنية في المنطقة عبر التعاون والتضامن، وتدعم مساعي شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بإرادتها المستقلة، وتدعم دول المنطقة وشعوبها للتخلص من التدخل الخارجي والتحكم في مستقبلها ومصيرها في أيديها.
         

يتطلب الأمن في الشرق الأوسط تحقيق التنمية المشتركة.  لا يمكن أن تنمو أشجار السلام في الأراضي القاحلة، ولا يمكن تحقيق الأمن في الشرق الأوسط بدون الدعم من التنمية. تولي الصين اهتماما بالغا للتعاون الإنمائي مع دول الشرق الأوسط، وتقدم بنشاط المساعدات الإنمائية إلى دول المنطقة بما فيها فلسطين وسوريا، وقد وقعت وثائق التعاون بشأن التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع 21 دولة في الشرق الأوسط، وأقامت دورات من المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية لتعزيز تبادل الخبرات مع دول المنطقة حول الحكم والإدارة، مما ساهم بالحكمة الصينية والقوة الصينية في صيانة الأمن في المنطقة.
         

          

في ظل الصدمة الناتجة عن التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة في العالم الذي تتشابك فيه التحولات والاضطرابات، ما زالت التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط خطيرة، وما زال هناك طريق طويل وغير ممهد أمام تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. لكن إن ثابرنا على السير، فسنصل إلى الغاية رغم طول الطريق المؤدي إليها؛ إن ثابرنا على العمل، فسننجز الشغل رغم صعوبته. نحن على استعداد لمواصلة العمل مع دول الشرق الأوسط على تنفيذ مبادرة الأمن العالمي على أرض الشرق الأوسط، بغية بناء شرق أوسط أكثر أمنا وعالم أكثر أمنا.
         

您可能也对以下帖子感兴趣

文章有问题?点此查看未经处理的缓存