查看原文
其他

البيت العربي... لا يجوز أن يغيب عنه أحد

中东瞭望 2023-05-05

  منذ الحوار بين السعودية وإيران في بيجينغ، تحركت دول المنطقة على التوالي، مما أثار "موجة الصلح" الجديدة، في الآونة الأخيرة، هبت "رياح السلام" هذه نحو سورية.

             

  تبادل وزيرا الخارجية السوري والسعودي الزيارة في غضون أسبوع؛ زار وزير الخارجية السوري الجزائر وتونس وغيرهما من الدول؛ اجتمع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والعراق والأردن في جدة لتنسيق المواقف من ملف سورية. يعكس كل ما أعلاه إرادة دول المنطقة لتحسين العلاقة مع سورية، كما ينظر إليه المجتمع الدولي كإشارة إيجابية لتحسن العلاقة بين سورية وباقي الدول العربية وعودتها إلى جامعة الدول العربية.

         

  

  تقع سوريا عند ملتقى القارات الثلاث -- أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتتمتع بتاريخ عريق، باعتبارها أحد المهود لحضارة بلاد الرافدين ومحطة مهمة على طريق الحرير القديم، وتمتلك الموارد الثقافية والطبيعية الوافرة. وتُلقب عاصمتها دمشق بـ"حديقة الدنيا" و"جنة الأرض"، وكانت العاصمة للدولة الأموية التي تعتبر ذروة الإمبراطورية العربية.
  لكن بعد اندلاع "الربيع العربي" في عام 2011، عانت هذه الدولة العريقة من ويلات الحروب التي تسببت في دمار خطير، ولا يزال شعبها يرزح تحت وطأة الفقر والفوضى حتى اليوم. في هذا السياق، ظل بعض القوى الخارجية، وخاصة الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، يمارس التدخلات العسكرية والعقوبات الأحادية على سورية منذ فترة طويلة، فلا يمكن التنصل من المسؤولية عن خطورة الأوضاع الإنسانية في سورية. ويذهب البعض أبعد من ذلك، إذ يسعى وراء مصالحه الأنانية عن طريق تمركز قواتها العسكرية في سورية بشكل غير مشروع ونهب مواردها من النفط والغاز والغذاء وسرق آثارها، الأمر الذي جلب معاناة جسيمة للشعب السوري. بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية في فبراير الماضي، زاد الحصار والعقوبات المفروضة من الخارج الوضع سوءا في المناطق المنكوبة في سورية، حتى لا تملك فرق الإنقاذ السورية الأدوات والمعدات الاحترافية لإنقاذ المنكوبين من تحت الأنقاض في وقته.



  اليوم، تتاح الفرصة لسورية، الملقبة بلؤلؤة الشرق الأوسط في الماضي، للعودة إلى حضن البيت العربي. بالنسبة إلى سورية، هذا يعني الاعتراف بها كدولة طبيعية تمارس سلطتها كدول ذات سيادة؛ كما يعني المساعدة المتبادلة بين الدول العربية الشقيقة والمزيد من الدعم في المستقبل.


    

  يتطلع الشعب السوري بشغف إلى عودة بلادهم إلى جامعة الدول العربية، بعد اجتماع وزراء الخارجية للدول التسع بجدة، قال السوريون في المقابلات الإخبارية إن "سورية إحدى الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، فعودتها إلى الجامعة أمر إيجابي للغاية"، "عودة سورية إلى الجامعة ستساعد الدول العربية في إعادة العلاقة الدبلوماسية مع سورية، وذلك لا يعني إعادة فتح السفارات فحسب، بل المزيد من فرص العمل."


  بالنسبة إلى الدول العربية التي شهدت منطقتها الحروب والفوضى لأكثر من عشر سنوات والقضايا الساخنة واحدة تلوى أخرى والصراعات والاضطرابات الجزئية بين حين وآخر، تتطلع شعوبها إلى وقف الاضطرابات واستعادة الاستقرار في يوم مبكر. في الوقت نفسه، يقوم بعض الدول الكبيرة خارج المنطقة بممارسة التلاعب السياسي وبث الشقاق والاستقطاب من أجل مصالحها الأنانية، الأمر الذي لا يحظى بتأييد الشعوب ولا يستطيع خداع الدول العربية مع مرور الوقت.


  بعد الحوار بين السعودية وإيران في بيجينغ، أصبح التوجه نحو المصالحة والتضامن تيارا جيوسياسيا في الشرق الأوسط، كما أصبح السعي للسلام والتنمية أمرا يتماشى مع تطلعات الشعوب والزخم العام في المنطقة. على هذه الخلفية، أعرب عدد متزايد من الدول العربية عن ترحيبها بعودة سورية إلى حضن البيت العربي، متطلعة إلى تعزيز التضامن داخل العالم العربي وتعظيم قوته وتدعيم السلام والتنمية في المنطقة.


  طبعا، تكون القضايا الساخنة في الشرق الأوسط متشابكة ومعقدة، فالمصالحة بين الخصوم السابقين ليست أمرا سهلا، ولن تتحقق بين ليلة وضحاها. لكن، ما دامت كافة الأطراف تتواكب الاتجاه العام، وتتحاور بشكل ودي وعلى قدم المساواة، وتتراكم التوافقات بخطوات تدريجية، يمكنها تحقيق الأمن والاستقرار المرجو في المنطقة. في هذه العملية، ستواصل الصين تقديم مساهمتها. ونتطلع إلى عودة سورية إلى حضن البيت العربي في يوم مبكر، ونأمل من سورية، لؤلؤة الشرق الأوسط، أن تتألق من جديد في المنطقة التي تهب فيها رياح السلام.

您可能也对以下帖子感兴趣

文章有问题?点此查看未经处理的缓存